10 أكتوبر 2021

السينما المصرية والافلام الدينية



على الرغم من ضخامة الإنتاج السينمائي المصري وطول تاريخ السينما في مصر والذي يربو عن القرن ، إلا ان انتاج الأفلام الدينية المصرية لايزيد عن العشرة أعمال .

والأسباب لذلك كثيرة :
الإنتاج الضخم اللازم لتنفيذ مثل هذه الأفلام ، فتلك النوعية من الأفلام تتكلف مبالغ خرافية لبناء الديكورات اللازمة والملابس المخصصة ومجاميع كبيرة من الكومبارس ، وفي الوقت نفسه لا تغطي عوائد الفيلم هذه المصاريف ، حيث لاتزال السوق المصرية والعربية ضيقة بالمقارنة بالسوق الامريكية والأوروبية .

وهناك عائق آخر قد يقف أمام تنفيذ مثل هذه الاعمال ، ألا وهو عدم جواز ظهور الأنبياء والشخصيات الدينية على الشاشة ، مما يجعل الفيلم الديني يعتمد على تقنية الراوي او الشهود الذين يخبرونا بالأحداث دون أن نراها ، وهو الامر الذي يخالف طبيعة السينما المرئية .
وفيما يلي نستعرض أهم تلك الأفلام :
أبرز هذه الأفلام وأشهرها فيلم “من عظماء الإسلام” الذي يتناول قصة حياة الخلفاء الراشدين الأربعة رضى الله عنهم، سيدنا أبوبكر الصديق، سيدنا عمر بن الخطاب، سيدنا عثمان بن عفان، وسيدنا علي بن أبى طالب، وهو الفيلم الذي أنتجته ماجدة، وأخرجه نيازى مصطفى، ولعبت الفنانة كريمة مختار دور “الراوية” في الفيلم، وشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين.

ويأتى فيلم “هجرة الرسول” كثانى أشهر الأفلام الدينية، وتم إنتاجه عام ١٩٦٤، والذي يستعرض الحياة في شبه الجزيرة العربية، ويوضح الفوضى التي كانت تعيش فيه القبائل العربية، ويتناول الفيلم بداية ميلاد الإسلام في مكه، ومن بعده هجرة الرسول الكريم إلى المدينة المنورة، وشارك في بطولة الفيلم الفنانة ماجدة، يحيى شاهين، وإيهاب نافع، وشارك في تأليفه حسين حلمى المهندس وعبدالمنعم شميس، وأخرجه إبراهيم عمارة.

يأتى بعد ذلك فيلم “فجر الإسلام” الذي يستعرض قصة حياة الحارث، زعيم أحد القبائل العربية التي تعيش على سلب ونهب القوافل التجارية، والذي يرسل ابنه للثأر لعمه الذي قتله أحد الأشخاص، فيذهب ابنه إلى مكه ويعود مسلمًا، ويدور بينهما صراع ينتهى بإعتناق القبيلة بالكامل للإسلام، بعد إيمانهم بتعاليم الدين السمح، وشارك في بطولة الفيلم يحيى شاهين، محمود مرسي، سميحة أيوب، حمدى أحمد، عبدالرحمن على، ومحمود فرج، وتم إنتاج الفيلم عام ١٩٧١، أخرجه المخرج صلاح أبو سيف، وشارك في تأليفه أيضًا مع المؤلف الكبير عبد الحميد جودة السحار.

وتضم القائمة فيلم “الشيماء” الذي يعتبر أكثر فيلم دينى ضم مجموعة كبيرة من نجوم السينما في ذلك الوقت، حيث قام ببطولته أحمد مظهر، سميرة أحمد، توفيق الدقن، عبد الله غيث، أمينة رزق، غسان مطر، محسن سرحان، حسن البارودى، صلاح نظمى، وعزيزه حلمى، وأخرجه الفيلم حسام الدين مصطفى، وكتب السيناريو والحوار عبد السلام موسى عن الرواية التي كتبها على أحمد باكثير.

ويأتى أخيرًا فيلم “الرسالة” للمخرج الأردنى الراحل مصطفى العقاد، والذي شارك أيضًا في تأليفه مع محمد على ماهر، ويوضح الفيلم قصة ميلاد الإسلام، ومدى المعاناة والاضطهاد والتعذيب الذي تعرض له المسلمين من كفار قريش، والفيلم تم إننتاجه عام ١٩٧٧، وكان يواجه مشكلة مع الرقابة التي منعت عرضه حتى فترة قريبة بسبب تجسيد الممثل القدير عبد الله غيث لشخصية سيدنا حمزة، إلى أن سمحت الرقابة بعرضه مؤخرًا، حيث قام ببطولته الأخوين عبدالله وحمدى غيث، إضافة إلى محمد العربى، منى واصف، سناء جميل، عبد الوارث عسر، أشرف عبدالغفور، محمد توفيق، محمد وفيق، محمد صبيح، ومجموعة من الفنانين العرب.

اما الأفلام المسيحية فربما كانت المفاجأة أن نعرف ان السينما المصرية هي اول سينما عربية تقوم بدوبلاج فيلم عن آلام المسيح والذي انتج في العام ١٩٣٨ من انتاج شركة دبلجة مصرية وقام فيه بدور المسيح نجم مصري وقتها هو أحمد علام وقامت الفنانة عزيزة حلمي بدور السيدة مريم وقد قام بمراجعة الفيلم الاديب طه حسين كما وافقت عليه الكنيسة المصرية وقتها لإلتزامه حرفيا بما جاء في الانجيل . ومن بعد ذلك لم تقم السينما الاحترافية بأي عمل مماثل حتى الآن .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق