10 أكتوبر 2021

كيف تشاهد الفيلم ؟؟؟؟




حينما تري الالاف من الجمهور وهم متكدسون على أبواب دور العرض السينمائي ، تريد وقتها ان تسألهم ، لماذا تجشمتم عناء النزول الي السينما لتشاهدوا ذلك الفيلم او سواه ؟؟؟

ومن المؤكد انك سوف تستمع الي إجابات عديدة ومختلفة أغلبها بطبيعة الحال ربما لم يكن يترائي في ذهن صانع الفيلم نفسه ، فمنهم – وغالبيتهم من الشباب – من يسير وراء ممثله المفضل أو من يعشق الممثلة ذات الجمال الصارخ ، ومنهم الأكبر سناً من يبحث وراء القصة والهدف السامي من الفيلم ، لخص ذلك الكاتب وحيد حامد في فيلمه المنسي من خلال حوار قصير بين احد رواد السينما الذي يسأل ” الفيلم ده قصة ولا مناظر ؟؟ ”
وفي الواقع ان العمل السينمائي عمل جماعي نتيجة تضافر عناصر كثيرة ونتيجة مجهود عدد كبير جدا من الفنيين والفنانين ومن الظلم ان نختصر عمل كل هؤلاء في القصة او في طاقم التمثيل بالفيلم ، فالعمل السينمائي يحوي على عناصر فنية عديدة قد تكون اكثر جدارة بالمشاهدة .
السيناريو : وهو تحويل ما هو مكتوب الي مشاهد مرئية بترتيب متناسق ومتناسب مع الواقع ، إضافة الي الرسم المتقن لشخصيات الفيلم والذي يجعلها تتناسب مع تصرفاتها وردود أفعالها .
الإخراج : وهو تنفيذ هذا السيناريو على الشاشة بوجهة نظر سينمائية ، وتغليب الصفة المرئية على الشكل الادبي ، وفي ذلك يختلف كل مخرج عن الاخر في كيفية تناول العمل السينمائي وتنفيذه من خلال اختيارات زوايا التصوير وحركات الكامرا وحركة الشخصيات نفسها داخل العمل .
التصوير : وهو تنفيذ تعليمات المخرج الخاصة بأوضاع الكامرا وحركتها ، ويظهر ذلك في اختيار الكادرات الصحيحة المريحة للعين وتنفيذ حركة الكامرا بنعومة وسلاسة بحيث لا يحس المشاهد انه ينظر من خلال عدسة كامرا . كما تلعب الإضاءة والظلال دورا كبيراً في ابراز الجو العام للفيلم وتقرب من الهدف المطلوب .
الصوت : قد يتعلق مستوى الفيلم السينمائي برداءة الصوت ، فصوت المؤثرات الخاصة المبالغ فيه كأصوات المعارك وغيرها قد يكون مدعاة لفشل الفيلم وعدم تصديقه ، وقد يحتوي الصوت على تشويش او أصوات مختلطة قد تعلو فوق صوت حوار الفيلم او احداثه مما يصعب من متابعة العمل .
الموسيقى : تلعب الموسيقى التصويرية دورا كبيراً في الفيلم السينمائي ، وقد تصبح احد عوامل نجاحه بما يتوافر لها من جمال وتناسب مع الجو العام للفيلم ومع احداثه ، وقد يصل الامر بأن تقوم الموسيقى وحدها بالتعبير عن ما يحدث بالمشهد السينمائي اكثر من الحوار نفسه .
المونتاج : وهو تقطيع وترتيب المشاهد مع وضع وسائل انتقال بين كل مشهد واخر ، والتقطيع السلس الطبيعي يحسه المشاهد دون أن يدركه بشكل ملموس ، ويختلف مونتاج أفلام الحركة عن الأفلام الرومانسية مثلا من ناحية حدة القطع وسرعته ووسائل انتقاله .
الديكور : ينظر اليه دائما كعنصر مكمل للصورة ، الا انه أحيانا يكون عاملاً أساسيا في المشهد ، وبل ويؤثر في المشاهد دون ان يحس ، فصورة على الحائط او قطعة اكسسوار تظهر دائما في خلفية المشهد تنطبع داخل ذهن المشاهد وتضفي ربما واقعية شديدة على العمل .

ورغم ذكري لكل تلك العناصر الا انني اغفلت العديد والعديد من العناصر الأخرى ، فلم اذكر الإنتاج وملاحظ السيناريو والمصور وستديو الطبع والتحميض وغيرها ، تلك العناصر التي وان كانت غير مؤثرة بشكل مستقل الا انها تساهم بشكل كبير في خروج العمل السينمائي بالشكل المرجو .

السينما المصرية والافلام الدينية



على الرغم من ضخامة الإنتاج السينمائي المصري وطول تاريخ السينما في مصر والذي يربو عن القرن ، إلا ان انتاج الأفلام الدينية المصرية لايزيد عن العشرة أعمال .

والأسباب لذلك كثيرة :
الإنتاج الضخم اللازم لتنفيذ مثل هذه الأفلام ، فتلك النوعية من الأفلام تتكلف مبالغ خرافية لبناء الديكورات اللازمة والملابس المخصصة ومجاميع كبيرة من الكومبارس ، وفي الوقت نفسه لا تغطي عوائد الفيلم هذه المصاريف ، حيث لاتزال السوق المصرية والعربية ضيقة بالمقارنة بالسوق الامريكية والأوروبية .

وهناك عائق آخر قد يقف أمام تنفيذ مثل هذه الاعمال ، ألا وهو عدم جواز ظهور الأنبياء والشخصيات الدينية على الشاشة ، مما يجعل الفيلم الديني يعتمد على تقنية الراوي او الشهود الذين يخبرونا بالأحداث دون أن نراها ، وهو الامر الذي يخالف طبيعة السينما المرئية .
وفيما يلي نستعرض أهم تلك الأفلام :
أبرز هذه الأفلام وأشهرها فيلم “من عظماء الإسلام” الذي يتناول قصة حياة الخلفاء الراشدين الأربعة رضى الله عنهم، سيدنا أبوبكر الصديق، سيدنا عمر بن الخطاب، سيدنا عثمان بن عفان، وسيدنا علي بن أبى طالب، وهو الفيلم الذي أنتجته ماجدة، وأخرجه نيازى مصطفى، ولعبت الفنانة كريمة مختار دور “الراوية” في الفيلم، وشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين.

ويأتى فيلم “هجرة الرسول” كثانى أشهر الأفلام الدينية، وتم إنتاجه عام ١٩٦٤، والذي يستعرض الحياة في شبه الجزيرة العربية، ويوضح الفوضى التي كانت تعيش فيه القبائل العربية، ويتناول الفيلم بداية ميلاد الإسلام في مكه، ومن بعده هجرة الرسول الكريم إلى المدينة المنورة، وشارك في بطولة الفيلم الفنانة ماجدة، يحيى شاهين، وإيهاب نافع، وشارك في تأليفه حسين حلمى المهندس وعبدالمنعم شميس، وأخرجه إبراهيم عمارة.

يأتى بعد ذلك فيلم “فجر الإسلام” الذي يستعرض قصة حياة الحارث، زعيم أحد القبائل العربية التي تعيش على سلب ونهب القوافل التجارية، والذي يرسل ابنه للثأر لعمه الذي قتله أحد الأشخاص، فيذهب ابنه إلى مكه ويعود مسلمًا، ويدور بينهما صراع ينتهى بإعتناق القبيلة بالكامل للإسلام، بعد إيمانهم بتعاليم الدين السمح، وشارك في بطولة الفيلم يحيى شاهين، محمود مرسي، سميحة أيوب، حمدى أحمد، عبدالرحمن على، ومحمود فرج، وتم إنتاج الفيلم عام ١٩٧١، أخرجه المخرج صلاح أبو سيف، وشارك في تأليفه أيضًا مع المؤلف الكبير عبد الحميد جودة السحار.

وتضم القائمة فيلم “الشيماء” الذي يعتبر أكثر فيلم دينى ضم مجموعة كبيرة من نجوم السينما في ذلك الوقت، حيث قام ببطولته أحمد مظهر، سميرة أحمد، توفيق الدقن، عبد الله غيث، أمينة رزق، غسان مطر، محسن سرحان، حسن البارودى، صلاح نظمى، وعزيزه حلمى، وأخرجه الفيلم حسام الدين مصطفى، وكتب السيناريو والحوار عبد السلام موسى عن الرواية التي كتبها على أحمد باكثير.

ويأتى أخيرًا فيلم “الرسالة” للمخرج الأردنى الراحل مصطفى العقاد، والذي شارك أيضًا في تأليفه مع محمد على ماهر، ويوضح الفيلم قصة ميلاد الإسلام، ومدى المعاناة والاضطهاد والتعذيب الذي تعرض له المسلمين من كفار قريش، والفيلم تم إننتاجه عام ١٩٧٧، وكان يواجه مشكلة مع الرقابة التي منعت عرضه حتى فترة قريبة بسبب تجسيد الممثل القدير عبد الله غيث لشخصية سيدنا حمزة، إلى أن سمحت الرقابة بعرضه مؤخرًا، حيث قام ببطولته الأخوين عبدالله وحمدى غيث، إضافة إلى محمد العربى، منى واصف، سناء جميل، عبد الوارث عسر، أشرف عبدالغفور، محمد توفيق، محمد وفيق، محمد صبيح، ومجموعة من الفنانين العرب.

اما الأفلام المسيحية فربما كانت المفاجأة أن نعرف ان السينما المصرية هي اول سينما عربية تقوم بدوبلاج فيلم عن آلام المسيح والذي انتج في العام ١٩٣٨ من انتاج شركة دبلجة مصرية وقام فيه بدور المسيح نجم مصري وقتها هو أحمد علام وقامت الفنانة عزيزة حلمي بدور السيدة مريم وقد قام بمراجعة الفيلم الاديب طه حسين كما وافقت عليه الكنيسة المصرية وقتها لإلتزامه حرفيا بما جاء في الانجيل . ومن بعد ذلك لم تقم السينما الاحترافية بأي عمل مماثل حتى الآن .





المرأة في السينما


منذ بدايات صناعة السينما في مصر شغلت أزمة المرأة العديد من الفنانيين وخصوصا اللذين اختلطوا بالمجتمعات الغربية في شبابهم ولمسوا الفارق الشاسع بين المرأة الغربية والمرأة العربية ، فكتبوا وأنتجوا وأخرجوا أعمالا تنادي بتحرير المرأه وتغيير النظرة السطحية التي ينظر بها المجتمع للمرأه فأنتجت العديد من الافلام التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بمشاكل المرأة المصرية علي الرغم من أن عادات المجتمع المصري في هذا الوقت كانت عادات شديدة الصرامة بالنسبة لتعليم المرأه أو نزولها الي ميدان العمل فبدأت قوي كثيرة تنادي بحقوق المرأة وضرورة تحريرها من الاطار الذي يحيطها به المجتمع وبضرورة مشاركتها الحياة العملية للرجل ، وأخذت قضية تحرير المرأة تسير كقضية موازية لكافة القضايا السياسية والاجتماعية الخاصة بالوطن . وقد اختلفت المعالجات السينمائية لمشاكل المرأة بحسب تطور المجتمع ، وسنلقي الضوء هنا على بعض تلك المشاكل وطرق معالجتها سينمائياً …

مشكلة تعليم المرأة وعملها :


وكانت البداية مع يوسف وهبي والذي اخرج فيلم الافوكاتو مديحة في العام ١٩٥٠ والذي يتناول محاولة المرأة دخول مجالات العمل ، تبع ذلك انتاج فيلم الأستاذة فاطمة في العام ١٩٥٢ والذي عرضت مأساة المرأة المتعلمة والصعوبات التي تحول بينها وبين حصولها على حقها الطبيعي في إيجاد فرصة عمل مناسبة لها في ظل الحرب الذكورية ضدها علي أنها مجرد أنثى مكان عملها الطبيعي هو البيت .
تغيرت الصورة الفنية في الستينيات واستغل صناع السينما الموضوعات الأدبية والتي كانت تتمتع بالحس الواقعي و الخوض بموضوعات وملفات أكثر جرأة تمس المجتمع الشرقي من خلال تحويل الروايات الأدبية إلى أعمالا سينمائية، فأفلام مثل دعاء الكروان لهنري بركات والمأخوذ عن قصة الاديب طه حسين والذي يتناول قضية شرف المرأه وعرض صورة مزدوجة للمرأة من خلال شخصية الشقيقتان والتحول الذي أصابهما مع توالي الأحداث ووقوع شخصية الأخت الكبري في الخطأ كان نتيجة طبيعية للانفتاح المفاجيء لها علي بيئة أوسع وأرقى وأنضج من بيئتها، فالانتقال من عفوية التفكير في شخصية الابنة الصغري إلى حالة التمسك بالانتقام والثأر لم يكن متعارف عليها في المجتمعات المصرية، فالثأر دائماً كان من نصيب الرجال والضحية دائماً كانت هي الأنثى، أما المرأه كائن ضعيف لكنها أيضا تتحول إلى كائن شرس بفعل الألم والظلم والقهر.

البغاء

وبالرغم من حساسية هذا الموضوع بالنسبة للمرأة ، وإتهام المجتمع الدائم لهذه الشخصيات بسوء الخلق والخيانة لكن هذه الشخصيات اظهرتها السينما أشبه بمفاتيح مضيئة تجذب سير الأحداث إليها وأحيانا تتحكم فيها كما رأينا في أعمالاً مثل القاهرة 30 والذي انتج في العام ١٩٦٦ وفيلم بداية ونهاية انتاج العام ١٩٦٠ للمخرج الكبير صلاح أبو سيف وزقاق المدق من اخراج حسن الامام وفيلم اللص والكلاب من اخراج كمال الشيخ وغيرها من الأفلام التي فجرت قضية “المرأة البغي” في المجتمع المصري بشكل صريح ومعلن، وتعاملت معها بشكل حيادي أظهرت فيه ايجابياتها الي جوار سلبياتها .

متحررة و مسيطرة

تغيرت الرؤية السينمائية للمرأه حيث قدمت نساء جيل السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي أكثر نضوجاً وأكثر قوة وأكثر تأثيراًفي المجتمع عنه في الحقبة الماضية التي حصرت دور المرأه فقط كونها أداة للمتعة عند الرجال، فالمرأة أصبحت جنبا إلى جنب مع الرجل، فهي الأم والزوجة والموظفة وربة المنزل التي تقود كل شيء، والأمثلة كثيرة جدا في السينما المصرية التي قدمت صور متنوعة وعديدة للمرأة العصرية الحديثة . فصورة المرأة المسئولة عن الاسرة نجدها في فيلم مثل إمبراطورية ميم والذي انتج بالعام ١٩٧٢ وإخراج حسين كمال ، والأم المكافحة التي تقف في وجه الظروف الصعبة بصلابة نجدها في فيلم مثل غريب في بيتي للمخرج سمير سيف .

المرأة الحديثة

كما قدمت السينما حديثا بعض من النماذج التي لم تكن متناوله من قبل علي شاشة السينما مثل قضية الزواج السري بين الشباب كما طرحت في أعمال عديدة قضايا الاغتصاب والخطف والبطالة إلخ، فأفلام مثل احكي يا شهرزاد انتاج ٢٠٠٩ وإخراج يسري نصر الله ، وكذلك فيلم ٦٧٨ من اخراج محمد دياب والذي يعالج مشكلة التحرش جميعها مشاكل حديثة النشأة تطورت معها مواضيع الأفلام ولكنها في مجملها تحمل مشكلة أساسية وهي نظرة المجتمع المتغير علي مر العصور للأنثي على أنها تحفة جميلة لا يجب أن يشوهها أي غبار، على هذا المنوال تتغير الصور وتتبدل المعاني طوعاً لتغيير الأحداث العامة وتطور المجتمع.